شكّل تعاوننا مع المتحف الوطني للثقافات العالمية في هولندا محطة بارزة في مسيرتنا، حيث جمع بين الدقة المعمارية والفن الحرفي المغربي الأصيل. بالشراكة مع المهندسة المعمارية للمتحف، السيدة ليزبيت روبن، أنشأنا نموذجًا مُفصّلًا لمدينة فاس القديمة، يُجسّد جمالها التاريخي وسحرها الثقافي الفريد.
اعتمد المشروع على إنتاج قطع فنية دقيقة، صُنعت يدويًا بعناية على يد نخبة من أمهر الحرفيين المغاربة، إلى جانب انتقاء عناصر أثرية أصيلة، ما منح النموذج توازنًا مثاليًا بين الدقة التاريخية واللمسة الجمالية. وقد تطلّب تنسيقًا لوجستيًا عالي المستوى، إذ شُحنت المكونات في حاويتين مخصصتين بعد تغليفها وتجميعها بدقة في ألواح خاصة.
بمجرد وصولها إلى هولندا، تولّى فريق المتحف تركيب النموذج باحترافية، لتحيا مدينة فاس من جديد داخل أروقة المتحف – ليس فقط كعرض بصري مذهل، بل كتجربة ثقافية غنية. هذا المشروع لم يسلّط الضوء على براعة الحرفيين فحسب، بل قدّم نموذجًا حيًا لإمكانية دمج الحرف اليدوية التقليدية في المشهد الثقافي العالمي المعاصر.
اليوم، يُعدّ هذا النموذج رمزًا للتبادل الثقافي، ومنصة دولية تليق بموهبة وإرث الصنّاع المغاربة. نجاح هذا التعاون يعكس التزامنا المستمر بالجودة، والاحتفاء بالهوية، وإيصال جمال الحرفة المغربية إلى جمهور عالمي واسع.