لماذا لا تزال الرموز البربرية مهمة حتى يومنا هذا

الرموز البربرية أكثر من مجرد زخارف، بل هي تعبيرات عريقة عن الهوية والروحانية ورواية القصص. متجذرة في الثقافة الأمازيغية الأصيلة في شمال أفريقيا، حُفرت هذه الرموز في المنسوجات والفخار والمجوهرات والعمارة المغربية لقرون. حتى في عالم يشهد تطورًا سريعًا، لا تزال معانيها تتردد صداها وتُلهم.
يحمل كل رمز رسالة. يرمز شكل الماسة، الذي غالبًا ما يُستخدم في السجاد والتطريز، إلى الأنوثة والخصوبة. تُحاكي التعرجات جريان الماء، رمزًا للحياة والاستمرارية. أما علامة “X” فهي علامة حماية، يُعتقد أنها تُبعد الطاقة السلبية. لم تكن هذه الرموز البصرية عشوائية أبدًا. بالنسبة للمجتمعات البربرية، كانت لغةً لا تعتمد على الكلمات المكتوبة، بل توارثتها أجيال من النساجين والخزافين وعمال المعادن.
اليوم، ومع توسع الحرف اليدوية المغربية في الأسواق العالمية والديكورات الداخلية الحديثة، لا تزال هذه الرموز سليمة. فهي لا تُستخدم لمجرد الجاذبية الجمالية. إنها صلةٌ بالأصل، وتحيةٌ للصمود، وشكلٌ هادئٌ من المقاومة ضد المحو الثقافي.
ويواصل الحرفيون، وخاصةً النساء في التعاونيات الريفية، استخدام هذه الرموز بوعي. فهي تُدمج في السجاد، وتُنحت في الأثاث الخشبي، وتُرسم على السيراميك، لا كصيحاتٍ تصميمية، بل كتاريخٍ حي. حتى الأجيال الشابة تستعيد هذه الزخارف، وتدمجها مع الأشكال المعاصرة في الفن والموضة والعمارة.
إن دمج الرموز البربرية في منزلك أو خزانتك ليس مجرد خيار تصميمي، بل هو فعلٌ من أفعال التقدير الثقافي والحفاظ عليه. ولا تزال هذه الرموز مهمةً لأنها تحمل أصوات شعبٍ ظلّ مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأرض والمجتمع والتقاليد. إنها تُذكرنا بأن الجمال يحمل معنىً، وأن التراث يبقى حيًا عندما نختار تكريمه.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *